مدارس دار التربية الحديثة للبنات

مدارس دار التربية الحديثة للبنات

السبت، 10 نوفمبر 2012

معايير جودة طريقة التدريس


تطرق علماء التربية المسلمون ، في مواضع عديدة من كتاباتهم إلى الحديث عن مواصفات الطريقة الجيدة في التدريس والتي تعد عاملاً أساساً في جودة التحصيل وتحقيق الأهداف التعليمية المنشودة ، ويمكن تلخيص هذه المعايير فيما يلي :
1- اعتمادها على التخطيط المحكم : فمن الطبيعي أن تخطيط المعلم لدرسه ، يجنّب عمله العشوائية ، كما يمكنه من تنظيم عناصر الموقف التعليمي ويساعده على مواجهة المواقف التعليمية بروح معنوية عالية فضلاً عن كونه يساعده على تطوير وتحسين العملية التعليمية من خلال تقديم مقترحات جديدة  وحث  المعلم على التحضير الجيد لدرسه والاجتهاد في جميع المعلومات الشاردة والواردة من مصادر عديدة ، فالمعلم لا يلقي درسه إلا بعد التأكد من معرفته وإتقانه .
2- تركيز المعلم حديثه على موضوع درسه : وعدم الاستطراد في مواضيع جانبية ، تشتت انتباه التلاميذ وتصرفهم عن مقصود الدرس فالمعلم ينبغي ألا يبحث في مقام أو يتكلم على فائدة إلا في موضعها .
3- تهيئة المتعلمين للدرس : ويتم ذلك من خلال :
- الجلوس البارز لجميع الحاضرين وطلاقة الوجه وحسن السلام.
- إعطاء المعلم طلابه نبذة أو فكرة عن موضوع الدرس مثيراً دوافعهم ومهيئاً أذهانهم .
4- حسن الإلقاء: ولقد أثبتت نتائج الدراسات التربوية الحديثة ، أن الإلقاء الجيد ، أكثر فعالية من تقديم التوجيهات المكتوبة ، خاصة إذا صاحبه التوضيح والتبسيط ، كما أنه وسيلة ناجعة لتنمية الاتجاهات والمثل ، وهذا ما لا يتوفر في الصفحة المطبوعة ذات الأثر الضعيف في هذا المجال .
ويؤكد على أن الإلقاء الجيد أكثر فائدة وأتم نفعاً ، إذا صاحبه الشرح والتوضيح وحسن التلطف وبذل الجهد من قبل المعلم في تقريب المعنى.
5- مراعاة الرفق بالمتعلم وعدم تحميله أكثر من طاقته :
فالطريقة الجيدة في التدريس ، تراعي القدرة العقلية والجسدية للمتعلم ، فلا يصح للمعلم أن يحمله ما لا يطيق جسده من الجهد والتكليف، حتى لا يسأم وينفر
6- تأكيدها على استخدام الحواس : أكد  على أن التعلم يتم مباشرة عن طريق الحواس من خلال المباشرة والإحاطة والمخالطة.
وقد انتقد الأساليب التعليمية الشائعة في زمانه والتي تقتصر على مجرد الإخبار والتلقين وحث على استعمال القوى السمعية والحسية .
7- اعتمادها على الحوار : فحصول الملكة والإتقان، يلزمهما فتق اللسان بالمحاورة والمناظرة في المسائل العلمية، ويتطلب ذلك انتظام المتعلم في الدراسة حتى ترسخ وتنمو قدراته .
وأشارت بعض الدراسات الحديثة إلى مزايا الحوار ولخصت آثاره الإيجابية على المتعلم والتي من أبرزها :
- احتواؤه على عنصر التشويق وشحذه للذهن وحثه المتعلم على الانتباه وإغراؤه بالمتابعة مما يبعد عنه الملل ويجدد نشاطه .
- تشجيعه على المبادرة الذاتية والمشاركة الفاعلة في الموقف التعليمي.
8- الاهتمام بالممارسة والتطبيق وعدم الإغراق في التعليم اللفظي :
التلازم بين العلم والعمل هو المبدأ والأساس في تعليمنا الإسلامي وقد عبر عن حالة التفاعل والتكامل بينهما  والذي يجهد نفسه في تحصيل المعرفة، ويقف عند حد التحصيل دون التطبيق ، فكأنه مثل الذي يزرع شجرة ما ، يعجبه منظرها لكن لا يستفيد بثمرها ، فالممارسة سبيل التعلم كما الصناعات ، فمن أراد تعلّم الكتابة فسبيله أن يتعاطا ما يتعاطاه الكاتب الحاذق وهو التدريب على الخط الحسن حتى يصير له ملكة راسخة ، ومن الجدير ذكره في هذا المقام أن تعليمنا المعاصر ، يعتبر أنه لا قيمة لمقدار المعلومات التي يكتسبها الطالب ويقوم بتسميعها ما لم يستطع تطبيقها واستخدامها في المواقف العملية
9- يتيح الفرص للمتعلم لاستخدام أساليب المنهج العلمي : حذر من الاتكال على الحفظ دون تعمق وقد دعا إلى الاعتماد على الملاحظة والفحص والاختبار والتجربة وأكَّد على التعلم بالاكتشاف وتفريغ المسائل واستنتاج الأدلة وهذا يزيد طالب العلم تمكناً في قدراته وإيضاحاً للمعاني المقصودة.
10- التنوع في الأساليب بما يلائم الموقف التعليمي : فالمعلم لا يحتاج إلى إتقان المادة العلمية وامتلاك ناصيتها فحسب ، بل عليه أن يكون عارفاً بأساليب التعلم ، متقناً في تنويعها بما يخدم الموقف التعليمي ويساعده على توصيل المعلومات إلى عقول طلابه بكفاءة عالية .
 

هناك تعليق واحد: